مقال جديد لشيخنا ومربي أرواحنا الكاتب والمفكر الإسلامي فضيلة الشيخ محمد ابو النور . بعنوان . ( عائلة الشربتلى والإسلام ) …. يحكي لنا فيه قصة جميلة لها مغزي يصل اليك فى نهاية المقال ,لتصل الى الهدف الجميل الذى يريده الكاتب ان تصل اليه , والذى يتحدث فيه عن حال كل الأمة الاسلامية .. ,,,
اترككم مع المقال ,, قراءة ممتعة
عائلة الشربتلى والإسلام
………………………………
عائلة الشربتلى كانت عائلة عريقة جدا كبيرة العدد , متحدة ومترابطة ,كان لها فى الأيام الخوالى سطوه كبيره على أهل البلد , ومجرد مرور رجل واحد فقط يحمل لقب – شربتلاوي – كفيل أن يهز المنطقة بأكملها , واذا تنحنح ترتعد له أكبر -الشنبات – وكانت المرأة الشربتلاوية تمشي فى زهو وكبرياء كأنها نجمة عالية بعيدة المنال , واذا شعرت بشئ ولو بسيط من الإهانة ,فمجرد صيحتها ياشربتلى ,كافية بأن تتحرك لها الجيوش وتشتعل من أجلها الحروب ..جار الزمان على العائلة الكريمة , وأصبحوا أفقر وأخس عائلة فى البلد , يعيشون على الإقتراض والذل , ويعملون خدما وكناسين عند بشوات المنطقة , متفرقين إلى بيوت تكره بعضها وتحقد على بعضها البعض .. اجتمع عشرة منهم إجتماعا سريا , لم يكن هذا الإجتماع من أجل إصلاح حال العائلة أو التخطيط لنهضتها , ولكن كى يسبون ويلعنون باقي العائلة التى أصبحت فى منتهى الضعف , ويجعلون من أنفسهم حكاما عليهم , وقرر هؤلاء العشرة تكوين حزب أسموه ( رجال الشربتلى ) ..
غضبت العائلة , واعتبروها إهانة وقالوا معنى هذا الإسم أن هؤلاء العشرة فقط هم رجال الشربتلى ,وباقى العائلة كلها ليسوا رجالا ..
قام عشرة آخرون بتكوين حزبٍ ثانٍ وأسموه ( الشربتلية الحقيقيون ) .. غضبت العائلة ,وقالوا وهل نحن شربتليه مزيفون ! ومن الذى أذن لهم بفعل ذلك ..
وقبل أن تتخذ العائلة أى موقف ظهر حزب ثالث أسمه ( تطهير الشربتليه ) , كانت أفكارهم عجيبة جدا , قال هذا الحزب بأن الشرباتليه كلهم أنجاس , وأن رجالهم لابد أن تعاد طهارتهم مرة أخرى , بقطع جزء من أعضاءهم التناسلية فى عملية (ختان ) جديده , وكان مبدأهم – من ليس منا فهو علينا – فمن يرفض الإنضمام لهذا الحزب فهو ليس شربتلى أصيل , ولابد من قطع رأسه واغتصاب نساءه ,ومصادرة جميع أمواله ..
أصاب الخوف كثير من الشربتلية المساكين ’وراودوا أنفسهم فى الانضمام لهذا الحزب مخافة على رؤوسهم , وعلى ما بين أرجلهم , ولكن المشلكة أن الحرب دبت بين هذه الأحزاب المختلفة , والذين تزايدوا حتى بلغوا ثلاثا وسبعون حزبا , وأصبح أي شربتلى ينضم لحزب من هؤلاء فهو مهدد بالقتل من باقى الأحزاب الأخرى, واشتعل القتال فى كل مكان , وصارت هذه الأحزاب الشربتلية تقطع رأس أى شربتلى تقابله , فلم تعد تري فى الشوارع سوي رؤوس معلقه على الجدران , ونساء تصرخ من القهر كلما تم اغتصابهن ولا يجدن من يغيث .. وتحولت المرأة الشربتلية من أميرة مهيبة, إلى وصمة عار وسلعة حقيره تباع لمن يدفع أكثر ..
أصبحت عائلة الشربتلى أضحوكة كل عائلات المنطقة, ومثار سخرية وشماتة من الجميع , كل العائلات التى كانت تتمنى زوال الشربتلية صاروا يمدون هذه الاحزاب بالأسلحة والاموال , وينفخون فى النار حتى يقضى بعضهم على بعض ..
ما هى إلا بضع سنوات وكان آخر ما تبقى من الشربتلية رجلان فقط يقاتلان بعضهم بعضا فى وسط الحاره, وكل الناس تشاهدهم وترقب مصيرهم ,والعجيب أنهما كانا أخوان أشقاء ,ولكنهم كانوا يتقاتلون بمنتهى الغل والضرواة , حتى سقط أحدهم قتيلا ,وقف القاتل فوق جثة أخيه وهو يصرخ فى هيستريا , لقد انتصرت , لقد نصرنى الله , أنا الشربتلى الحقيقي ..
وهنا اجتمع الناس وحملوا هذا المجنون , ووضعوه فى قفص زجاجي ليتفرج عليه الناس , وتصوره الوفود السياحية ,لأنه الكائن الوحيد المتبقى من هذه العائلة المنقرضة ” عائلة الشربتلى ” ..
هذا ياسادة هو مثال حال الأمة الإسلامية الآن , هذه الأمة التى كانت أمة واحدة , تعبد ربا واحدا , تحت قيادة واحدة , وتقف صفا متحدا كالبنيان المرصوص , هذه الأمة التى نهاها ربها عن التفرق , والتحزب , فى أكثر من أمر إلهي مقدس.. ( أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه), ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ), (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء), ( كل حزب بما لديهم فرحون ) ..
هذه الأمة لم تفعل شيئا سوي أنها تفرقت , وتنازعت, وتحولت لأحزاب متناحره, وفرق تكفر بعضها بعضا , وكأنها تقرأ هذه الآيات لتنفذ عكسها تماما ..
ولن ينصلح حال هذه الأمة إلا إذا عادت لما كان عليه أولها , أمة واحدة ,وشعب واحد , بلا فرق , ولا احزاب, ولا مسميات , أن يدركوا أن غاية هذه الرسالة “رحمة العالمين ” وليس دماء ورؤوس العالمين , والكارثة أنهم لا يقطعون سوي رؤوس أنفسهم , ومن يقطع اليوم رأس أخيه , ترى رأسه غدا بين الأقدام يلعبون بها الكره , ومن استحل قتل الآخر بآية , يأتيه من يستحل دمه هو بحديث .. وهكذا حولوا الآيات المقدسة إلى قنابل ,وصنعوا من أحاديث السماء مصاصين للدماء , وجعلوا الدين مقبرة واسعة سوف تبتلع الجميع ..
وقد دق ناقوس الخطر , وأوشك الوقت على الإنتهاء وجاءتكم صيحة النذير , وكل الأمم أصبحت تنتظر هذا اليوم الذى تتخلص فيه من صداعكم المستمر , وهيئتكم التى أصبحت تعكر صفو الحياة .. لذلك أقول لكم ,كفوا أيديكم عن بعضكم بعضا , أوقفوا نزيف الدم , استجيبوا ولو مره واحده لما يحييكم , اعقلوا قبل أن يصبح مصيركم الى زوال واستبدال , واعلموا أن كلكم مسؤلون , وأن على كل واحد منكم دور, حتى أنت عزيزي القارئ, فالخطر قريب منك , فأنت أيضا من عائلة الشربتلى دون أن تدري !
قام عشرة آخرون بتكوين حزبٍ ثانٍ وأسموه ( الشربتلية الحقيقيون ) .. غضبت العائلة ,وقالوا وهل نحن شربتليه مزيفون ! ومن الذى أذن لهم بفعل ذلك ..
ما هى إلا بضع سنوات وكان آخر ما تبقى من الشربتلية رجلان فقط يقاتلان بعضهم بعضا فى وسط الحاره, وكل الناس تشاهدهم وترقب مصيرهم ,والعجيب أنهما كانا أخوان أشقاء ,ولكنهم كانوا يتقاتلون بمنتهى الغل والضرواة , حتى سقط أحدهم قتيلا ,وقف القاتل فوق جثة أخيه وهو يصرخ فى هيستريا , لقد انتصرت , لقد نصرنى الله , أنا الشربتلى الحقيقي ..
.