فقرة من رواية السوهاجي
أكتب لك هذه الكلمات ..
وأبوح بكل هذه الأسرار لك أنت ..
من أجلك وحدك ..
وقد وقع اختيارى عليك دون غيرك ..
هل تعلم لماذا ؟
لأنك جزء من ذاتى , غصن من شجرتى ..
مرآتى التى قد رأيت فيها وجهي ..
فربما أكون قد أردت أن أحيا فيك ..
وربما لأنى أشعر أن حياتك لن تكون عادية مثل حياة الآخرين ,فلذلك أنت فى حاجة الى هذه القصة التى تختلف عن قصص الآخرين ..
وربما أيضا لأنى خشيت أن أرحل وتندثر معى هذه الأحداث العظام, وتنطوي تلك المعارف والأسرار التى لا يعلمها غيرى ..
لا أعلم على وجه التحديد .. ولكن ما أعلمه هو أنى قد لاقيت أهوالا وحروبا وركبت الهلاك وشربت الموت مرة بعد مرة من أجل أن أوصل لك هذه الرسالة ..
وأنت ولدي الحبيب .. وأبى الذى اشتقت اليه ..
وأنت خليفتى من بعدى .. وكنزى الذى استودعته كل جواهرى ..
ولا أدرى هل ألقاك ثانية بعد آخر مرة رأيتك فيها عند القلعة أم لا ..
يوم سرنا سويا الى سفح جبل المقطم وأعطيتك بعض الحلوى لألهيك بها .. وأنت تتشبث بيدى وتتوسل إلي أن أخبرك بالحقيقه .. هل تتذكر هذا اليوم ..
يومها رأيت فى عينيك الدامعتين دليل على صدق قضيتنا ..
وجهك الحلو الصغير كان صفحة حياة جديدة تفتح أمامى بعد أن ولي زمانى ..
كان كيانك وجسدك النحيل محشوا إيمانا عظيما حتى بدا لى وكأنه مسجد حديث البناء يتأهب أن يتجلى فيه ذكر الله ..
فكان علي لذلك أن أعمر هيكلك بهذه المعارف الركع السجود ..
وأن أسطر فى صفحتك الجديده كل شئ طلبت منى معرفته ..
من أنا ومن أكون , منذ بدايتى حتى هذه اللحظة ..
زر الذهاب إلى الأعلى