دكتور مطفي محمود فيلسوف الصوفية وصوفي الفلاسفة
موقف مصطفي محمود من التراث الصوفي في الاسلام …
من أشهر كلمات مصطفي محمود وأكثرها عمقا عن التراث الصوفي مقولته ..
( إن رفض التراث الصوفي يستبعد أجمل وأروع ما كتب في رياضة النفس وفي تزكية الأخلاق ومجاهدة الشهوات .. كما يحرم الفكر الإسلامي من أعمق ما قيل في التوحيد وفي المعارف الإلهية .
وما أجمل ما يقوله الصوفي الموحد لربه في خشوع وحب :
هذا الوجود وإن تعدد ظاهراً وحيـــاتكم ما فيه إلا أنتم
ويقصد ذلك الصوفي في قوله بأن كل ما يراه في الدنيا هو تجليات الحضرة الأسمائية والحضرة الصفائية لمولاه ، كما يقصد الإسلام بأن العالم هو صنعة الله وتجليات لقدرته، ونحن نقرأ صفاته في صنعته وتتجلى أسماؤه في كمال صنعته، أما ذاته سبحانه فهي في غيب الغيب لا يجوز عليها الحلول أو التجسد أو الاتحاد أو الاتصال أو الانفصال وإنما هى في العلو المطلق، وإنما كل ما نرى حولنا من مظاهر فهي تنزلات أسمائية وكلمات وأفعال إلهية، ألم يقل سبحانه وتعالى لمريم عن المسيح :
﴿ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [آل عمران : 45] ﴾
وعن يحيى : ﴿ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ [آل عمران : 39] ﴾
…
نشأة مصطفي محمود
عاش مصطفى محمود في قريته بالمنوفية بجوار مسجد المحطة الذي يعد أحد مزارات الصوفية الشهيرة في مصر مما ترك أثره الواضح على أفكاره وتوجهاته وكان متفوقا في دراسته ويجادل أساتذته حتى ضربه مدرس اللغة العربية فغضب وانقطع عن الدراسة لمدة ثلاث سنوات إلى أن ترك المدرس المدرسة فعاد مصطفى محمود لمواصلة الدراسة.
منذ كان طالبا فى المرحلة الثانوية كانت هوايته عشق الفن وعزف العود والناى ،وبالرغم من دراسته للطب إلا أنه اعتزله وتفرغ للتأمل والادب والفكر والفلسفة هو الدكتور العلامة والفيلسوف الصوفى الزاهد مصطفى محمود
تخرج مصطفى محمود من كلية الطب؛ حيث كان ذو نزعة علمية منذ نعومة أظافره للدرجة التي دفعته لإنشاء معملاً صغيرًا في منزل والده لتشريح الحشرات وكان عمره لا يتعدى الأربعة عشر عامًا. نزعته العلمية وتأملاته في الموتى – إنسًا وحيوانًا – أوجدت عنده بُعدًا فلسفيًا انطلاقًا من تساؤله: ”ما هي الحياة، ومن نحن، ومن أين أتينا، وإلى أين نذهب؟”، هنا كانت البداية التي أسفرت عن أحد أكبر الفلاسفة والمفكرين في عصرنا الحديث.
أهم مؤلفات مصطفي محمود عن التصوف
بالطبع إن كل مؤلفات مصطفي محمود لا تخلو عن اشارات القوم ومعارفهم ومذاقاتهم العرفانية الربانية سواء في روايات أو مقالاته أو حتى المسرحيات فقد كان فيها للدرويش والشيخ النصيب الأكبر
وقد ألف مطفي محمود ما يزيد عن 89 كتابًا، منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، أبرزها ”الله”، ”تفسير عصري للإسلام”، ”ألعاب السيرك السياسي”، ”أينشتين والنسبية”، إضافة إلى القصص كمجموعة ”عنبر 7” والمسرحيات كـ”زيارة إلى الجنة والنار” ورايات كـ”رجل تحت الصفر” التي حازت على جائزة الدولة في 1970، فيما كشف عن خلاصة رحلته في كتابه الشهير: ”رحلة من الشك إلى الإيمان”، بينما اختار هو أفضل كتابًا مقربًا إلى قلبه عندما سُئل عن ذلك، مُجيبًا: كتابي ”الصوفية.. السر الأعظم”.
مصطفي محمود والزهد
وقد حقق مصطفي محمود مقام الزهد عندما عرضت عليه وزارةة الصحة أن يكون وزيرها فرفض ومن المعلومات التي ربما لا يعرفها إلا القليلون أن الرئيس السادات عندها عرض عليه تشكيل الوزارة ولكنه رفض أيضا وقال ساخرا من نفسه في تواضع جم للرئيس الشادات .. (لقد فشلت في إدارة أصغر مؤسسة وهي الأسرة وقمت بتطليق زوجتي فكيف أنجح في إدارة وزارة كاملة.)
سلوك مصطفي محمود لطريق الله
سلك مصطفي محمود طريق القوم سلوكا وممارسة بعد أن درسه علما نظريا فأخذ العهد علي طريق السادة النقشبندية وقال بأن اسمها ينقسم الى كلمتين .. نقش .. بند .. والتي معناها ( نقش علي القلب ) وذكر بالاسم المفرد الله .. حتى نقش الإسم علي قلبه ..
وتحدث مصطفي محمود كفيسلوفٍ عن الحياة والموت قائلاً: ”كلما أمسكت بحالة من حالاتي و قلت هذا هو أنا.. ما تلبث هذه الحالة أن تفلت من أصابعي و تحل محلها حالة أخرى.. هي أنا أيضاً”، وتحدث كصوفيٍ عن السر الأعظم – على حد وصفه – قائلاً: ”الصوفية هي في حقيقتها تذوق لما ينقال، فهي تعبر بالإشارة والإيحاء.. فمن وهبه الله الذوق التقط الإشارة وترجم العبارة. ومن حُرم الذوق فاتتهالإشارة وأبهمت عليه العبارة.. ولو أحببتم كما أحببنا؛ فهمتم كما فهمنا”.
زر الذهاب إلى الأعلى